إطبع
تسعون يوما في السراي
الخميس، ٠١ أيلول، ٢٠٠٥
بتاريخ 28/2/ 2005 قام الرئيس عمر كرامي بتقديم استقالة حكومته بعد اسبوعين من الأزمة المفتوحة التي خلفها اغتيال رئيس الوزراء الشهيد رفيق الحريري. ولقد أعيد تكليف الرئيس كرامي تشكيل حكومة جديدة ، لكنه اعتذرعن عدم تأليف الحكومة بتاريخ 13/4/2005.
وحدّد رئيس الجمهورية إميل لحود تاريخ 15/4/2005 موعداً للإستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس البديل بعد اتصالات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، وعلى ضوء نتيجة الاستشارات النيابية كلف رئيس الجمهورية النائب نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة ، ضمن ترحيب داخلي وعربي ودولي ملحوظ.
وأجرى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي استشارات غير ملزمة مع مختلف الأطراف النيابية والسياسية والمرجعيات ، وقد شملت الاستشارات الهيئات الاقتصادية والعمالية في سابقة أولى في لبنان.
وبتاريخ 19/4/2005 صدر مرسوم تسمية نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء ، ومرسوم تشكيل الحكومة.
وكان واضحاً للجميع أن الحكومة الجديدة هي حكومة انتقالية مهمتها الرئيسة إجراء الإنتخابات النيابية في المواعيد المحددة ومواكبة التحقيقات المحلية والدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ولقد تميّزت الحكومة بأن رئيسها وأعضائها التزموا عدم الترشيح للانتخابات النيابية ، وهم من غير الحزبيين، وقد وصفها الرئيس ميقاتي بأنها "حكومة اللاأحقاد وبداية صنع المستقبل".
ومن منطلق " أن السياسة هي فن الممكن ، ونجيب ميقاتي هو فن الممكن بسرعة" أنجزت الحكومة بيانها الوزاري ولم تغدق الوعود بالمشاريع التي تقترح تنفيذها خلال الفترة القصيرة لمهمتها.
ولقد انعقد المجلس النيابي يومي 26 و27/4/2005 لمناقشة البيان الوزاري وتم التصويت على الثقة بالحكومة حيث نالت أعلى ثقة نيابية بـ 110 أصوات.
وتمكنت الحكومة من تحقيق وعودها لجهة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية ، وإجراء انتخابات ديمقراطية في مواعيدها ، وقد أثنت الجهات المحلية والدولية المختلفة على النزاهة وحسن الإدارة ، بما فيها البعثات الدولية التي راقبت سير الانتخابات. وقد صرّح الرئيس ميقاتي أنه لم يكن سهلاً علينا القبول بمراقبة دولية ونحن نملك هذا التاريخ الطويل من العمل الديمقراطي ، ولكننا قبلنا بذلك لنعطي هذه العملية صدقية أكبر ، وأن مواكبة المراقبين الدوليين والأوروبيين لسير العملية الانتخابية تعبير إضافي على ثقة لبنان بالنهج الذي اتبعه في الإعداد لهذه الانتخابات وإجرائها.
جاء في الصحافة اللبنانية: تخلى الرئيس ميقاتي عن المقعد النيابي وكسب ثقة العالم.
وعلى صعيد الزيارات الخارجية شارك الرئيس ميقاتي في احتفالات تنصيب البابا بينيديكتوس السادس عشرفي الفاتيكان ، وزار سوريا في إطارما أطلق عليه "صياغة رؤية مستقبلية للعلاقات الاستراتيجية" ، كما زار الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك حيث أكد الثوابت السياسية الوطنية اللبنانية ، وترأس الوفد اللبناني إلى قمة دول أميركا اللاتينية والدول العربية في كوبا حيث ألقى كلمة لبنان وأجرى العديد من المباحثات ، كما زار المملكة العربية السعودية لإجراء المشاورات وتوطيد العلاقات.
وأجرى الرئيس ميقاتي محادثات مع رئيس الوزراء التركي أردوغان الذي زار لبنان ، وتـُوّجت الزيارة بتوقيع خمسة اتفاقات، كما تمكن الرئيس ميقاتي من مفاوضة المستثمرين من العرب وبعض الصناديق لتنشيط الحركة الاقتصادية ، وتحرّك باتجاه الدول المانحة والبنك الدولي ليؤكد على مساعدة لبنان.
ولقد عقد الرئيس ميقاتي اجتماعات تنسيقية بين الوزارات ، واجتماعات لتنشيط عمل كل وزارة على حدة مما أسهم في زيادة حيوية عمل الوزارات والمؤسسات العامة وتفعيلها. وخلال فترة الحكومة تم تدشين مبنى الطيران العام الذي بدأ العمل فيه أبّان تولي الرئيس ميقاتي لحقيبة الأشغال العامة والنقل ، كما تم إقرار المنطقة الإقتصادية في مرفأ طرابلس.
ومن إنجازات الحكومة الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها ، مع تأكيدها لرفض التوطين ، من تخفيف لمعاناة الفلسطينيين ومساعدتهم على العيش الكريم عبر إصدار قوانين تسمح بعمل الفلسطينيين في العديد من القطاعات والمهن ، وتسمح بإعمار المخيمات.
كما وقـّع الرؤساء الثلاثة قانوني العفو عن سمير جعجع والموقوفين في أحداث الضنية ومجدل عنجر في إطار التوافق الوطني وحلّ الملفات المعلقة.
ولقد أطلق الرئيس ميقاتي "ميثاق بيروت" وهو برنامج اقتصادي - اجتماعي كامل يؤسس لعقد اجتماعي واقتصادي توافقي واداري شامل يقوم مقام طائف اقتصادي وانمائي. ولقد انجزت هذه الوثيقة بناء على رؤية واضحة تهدف الى ان يعيش اللبنانيون بكرامة واحترام وعدالة وامان اجتماعي. وقد نوقش البرنامج مع خبراء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، وعرض على مجلس الوزراء وممثلي الهيئات الاقتصادية. ولقد جاء في التقرير الفصلي للبنك الدولي أن "ميثاق بيروت يرسم رؤية لوضع الدولة في خدمة المواطن".
كما طرح الرئيس ميقاتي إقتراح مبادىء مشروع قانون للإنتخابات النيابية في لبنان يقوم على إصدار قانون انتخابي يُبقي على العدد الحالي للنواب، وعلى المناصفة المعمول بها بين المسيحيين والمسلمين، ويأخذ بالنظامين النسبي والاكثري معاً، ويتضمن أهم الاصلاحات التي تتجاوب مع كثير من التطلعات والرغبات الشعبية.
لقد كانت الحكومة بحق صدى فاعلاً لصوت الناس وآمالهم وتطلعاتهم ، فلم تتأثر بكونها حكومة انتقالية ذات مهام محددة ، ولم تكتفي بإنجاز انتخابات حرّة ونزيهة ، بل أمّنت استقراراً داخلياً ، وحققت أرقاماً قياسية في عدد الجلسات التي عقدتها والمراسيم والقرارات التي أصدرتها وهي 644 مرسوماً و479 قراراً و19 تعميماً ، ووضعت بتصرف الحكومات المقبلة برنامجاً اقتصادياً اجتماعياً متكاملاً ومبادىء مشروع قانون للانتخابات يساهم في صحّة التمثيل النيابي وعدالته.
بتاريخ 21/6/2005 طلب الرئيس لحود من الرئيس ميقاتي تصريف الأعمال ريثما يصار إلى تشكيل حكومة جديدة ، وفي 19/7/2005 صدر مرسوم اعتبار حكومة نجيب ميقاتي مستقيلة.
بين يومي 19/4 و19/7/2005 تسعون يوماً من تجربة حكم فريدة في لبنان لرجل دولة ، قيل عنه أنه "حمل كرة النار وتمكن من احتواء لهيبها ومنعه من الانتشار" ، وترك بصمات في منتهى الإيجابية ، وغادر السراي وهو مرتاح الضمير.
في مقالته بعنوان "علمني لبنان" كتب الرئيس ميقاتي:
وحدّد رئيس الجمهورية إميل لحود تاريخ 15/4/2005 موعداً للإستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس البديل بعد اتصالات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، وعلى ضوء نتيجة الاستشارات النيابية كلف رئيس الجمهورية النائب نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة ، ضمن ترحيب داخلي وعربي ودولي ملحوظ.
وأجرى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي استشارات غير ملزمة مع مختلف الأطراف النيابية والسياسية والمرجعيات ، وقد شملت الاستشارات الهيئات الاقتصادية والعمالية في سابقة أولى في لبنان.
وبتاريخ 19/4/2005 صدر مرسوم تسمية نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء ، ومرسوم تشكيل الحكومة.
وكان واضحاً للجميع أن الحكومة الجديدة هي حكومة انتقالية مهمتها الرئيسة إجراء الإنتخابات النيابية في المواعيد المحددة ومواكبة التحقيقات المحلية والدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ولقد تميّزت الحكومة بأن رئيسها وأعضائها التزموا عدم الترشيح للانتخابات النيابية ، وهم من غير الحزبيين، وقد وصفها الرئيس ميقاتي بأنها "حكومة اللاأحقاد وبداية صنع المستقبل".
ومن منطلق " أن السياسة هي فن الممكن ، ونجيب ميقاتي هو فن الممكن بسرعة" أنجزت الحكومة بيانها الوزاري ولم تغدق الوعود بالمشاريع التي تقترح تنفيذها خلال الفترة القصيرة لمهمتها.
ولقد انعقد المجلس النيابي يومي 26 و27/4/2005 لمناقشة البيان الوزاري وتم التصويت على الثقة بالحكومة حيث نالت أعلى ثقة نيابية بـ 110 أصوات.
وتمكنت الحكومة من تحقيق وعودها لجهة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية ، وإجراء انتخابات ديمقراطية في مواعيدها ، وقد أثنت الجهات المحلية والدولية المختلفة على النزاهة وحسن الإدارة ، بما فيها البعثات الدولية التي راقبت سير الانتخابات. وقد صرّح الرئيس ميقاتي أنه لم يكن سهلاً علينا القبول بمراقبة دولية ونحن نملك هذا التاريخ الطويل من العمل الديمقراطي ، ولكننا قبلنا بذلك لنعطي هذه العملية صدقية أكبر ، وأن مواكبة المراقبين الدوليين والأوروبيين لسير العملية الانتخابية تعبير إضافي على ثقة لبنان بالنهج الذي اتبعه في الإعداد لهذه الانتخابات وإجرائها.
جاء في الصحافة اللبنانية: تخلى الرئيس ميقاتي عن المقعد النيابي وكسب ثقة العالم.
وعلى صعيد الزيارات الخارجية شارك الرئيس ميقاتي في احتفالات تنصيب البابا بينيديكتوس السادس عشرفي الفاتيكان ، وزار سوريا في إطارما أطلق عليه "صياغة رؤية مستقبلية للعلاقات الاستراتيجية" ، كما زار الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك حيث أكد الثوابت السياسية الوطنية اللبنانية ، وترأس الوفد اللبناني إلى قمة دول أميركا اللاتينية والدول العربية في كوبا حيث ألقى كلمة لبنان وأجرى العديد من المباحثات ، كما زار المملكة العربية السعودية لإجراء المشاورات وتوطيد العلاقات.
وأجرى الرئيس ميقاتي محادثات مع رئيس الوزراء التركي أردوغان الذي زار لبنان ، وتـُوّجت الزيارة بتوقيع خمسة اتفاقات، كما تمكن الرئيس ميقاتي من مفاوضة المستثمرين من العرب وبعض الصناديق لتنشيط الحركة الاقتصادية ، وتحرّك باتجاه الدول المانحة والبنك الدولي ليؤكد على مساعدة لبنان.
ولقد عقد الرئيس ميقاتي اجتماعات تنسيقية بين الوزارات ، واجتماعات لتنشيط عمل كل وزارة على حدة مما أسهم في زيادة حيوية عمل الوزارات والمؤسسات العامة وتفعيلها. وخلال فترة الحكومة تم تدشين مبنى الطيران العام الذي بدأ العمل فيه أبّان تولي الرئيس ميقاتي لحقيبة الأشغال العامة والنقل ، كما تم إقرار المنطقة الإقتصادية في مرفأ طرابلس.
ومن إنجازات الحكومة الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها ، مع تأكيدها لرفض التوطين ، من تخفيف لمعاناة الفلسطينيين ومساعدتهم على العيش الكريم عبر إصدار قوانين تسمح بعمل الفلسطينيين في العديد من القطاعات والمهن ، وتسمح بإعمار المخيمات.
كما وقـّع الرؤساء الثلاثة قانوني العفو عن سمير جعجع والموقوفين في أحداث الضنية ومجدل عنجر في إطار التوافق الوطني وحلّ الملفات المعلقة.
ولقد أطلق الرئيس ميقاتي "ميثاق بيروت" وهو برنامج اقتصادي - اجتماعي كامل يؤسس لعقد اجتماعي واقتصادي توافقي واداري شامل يقوم مقام طائف اقتصادي وانمائي. ولقد انجزت هذه الوثيقة بناء على رؤية واضحة تهدف الى ان يعيش اللبنانيون بكرامة واحترام وعدالة وامان اجتماعي. وقد نوقش البرنامج مع خبراء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، وعرض على مجلس الوزراء وممثلي الهيئات الاقتصادية. ولقد جاء في التقرير الفصلي للبنك الدولي أن "ميثاق بيروت يرسم رؤية لوضع الدولة في خدمة المواطن".
كما طرح الرئيس ميقاتي إقتراح مبادىء مشروع قانون للإنتخابات النيابية في لبنان يقوم على إصدار قانون انتخابي يُبقي على العدد الحالي للنواب، وعلى المناصفة المعمول بها بين المسيحيين والمسلمين، ويأخذ بالنظامين النسبي والاكثري معاً، ويتضمن أهم الاصلاحات التي تتجاوب مع كثير من التطلعات والرغبات الشعبية.
لقد كانت الحكومة بحق صدى فاعلاً لصوت الناس وآمالهم وتطلعاتهم ، فلم تتأثر بكونها حكومة انتقالية ذات مهام محددة ، ولم تكتفي بإنجاز انتخابات حرّة ونزيهة ، بل أمّنت استقراراً داخلياً ، وحققت أرقاماً قياسية في عدد الجلسات التي عقدتها والمراسيم والقرارات التي أصدرتها وهي 644 مرسوماً و479 قراراً و19 تعميماً ، ووضعت بتصرف الحكومات المقبلة برنامجاً اقتصادياً اجتماعياً متكاملاً ومبادىء مشروع قانون للانتخابات يساهم في صحّة التمثيل النيابي وعدالته.
بتاريخ 21/6/2005 طلب الرئيس لحود من الرئيس ميقاتي تصريف الأعمال ريثما يصار إلى تشكيل حكومة جديدة ، وفي 19/7/2005 صدر مرسوم اعتبار حكومة نجيب ميقاتي مستقيلة.
بين يومي 19/4 و19/7/2005 تسعون يوماً من تجربة حكم فريدة في لبنان لرجل دولة ، قيل عنه أنه "حمل كرة النار وتمكن من احتواء لهيبها ومنعه من الانتشار" ، وترك بصمات في منتهى الإيجابية ، وغادر السراي وهو مرتاح الضمير.
في مقالته بعنوان "علمني لبنان" كتب الرئيس ميقاتي:
سأكونُ للبنان على صورةِ ما تعلّمتُ مِنْهُ ؛ لا ضرورَة للمواقع ، ولا حتميّة للمناصب. أعتزُ بموقعي اليوم ، مستمراً في الحياة العامة.